Sunday, June 25, 2006

بأي ذنب رسبت ...

بقلم : أسد الدين
الطالبة آلاء فرج مجاهد ... ذهبت إلى اختبار اللغة العربية وبدأت في الحل مثل زميلاتها ... وصلت لموضوع التعبير فوجدته عن (الصحراء وتعميرها، والفرص التي توفرها الدولة للشباب للعمل بها ) كتبت صفحتين وفي النهاية كتبت رأيها الشخصي ...
عن (( ضرورة أن نهتم بالإنتاج الزراعي، وتنمية قدراتنا الإنتاجية زراعياً وصناعياً وعلمياً. ثم ختمت الموضوع محذرة من الدولة التي لا تريد لنا التقدم، والتطور، والتواجد القوي وتسعي ـ بصورة أو بأخرى ـ إلي تعطيل قدراتنا في العمل.)) وقالت : (( إن وراء ذلك أمريكا، ورئيسها «بوش» )) وهذا ليس كلامي أنا فقط، فلقد قرأته في الصحف وشاهدته علي الفضائيات".
حتى الآن هي طالبة بارعة لُغويًا متفوقة دراسيًا ... وفي نظر المجتمع الحر إيجابية تعبر عن رأيها ...

لكن يبدوا أن الأمر لم يعجب البعض ... أثناء التصحيح قرأ الموضوع مدرس وعندما يرى الفقرة الأخيرة ينتفض وكأن ثعبانًا لدغه ويهرول نحو مدير المدرسة ليريه الموضوع ... والعجيب أن المدير يتصرف كأنه اكتشف زعيم تنظيم القاعدة... يُصعد المدير إلى وكيل وزارة التعليم الذي يتصل بأمن الدولة وأترككم مع ما حدث تحكيه الطالبة ...

"جلست في حجرة صغيرة بمفردي، ثم جاء ثلاثة محققين، تناوبوا الأسئلة علي. وكانت كلها من نوعية "هل تنتمين إلي تنظيم ما؟ ومن الذي دفعك للهجوم علي أمريكا؟ وما هو رأيك في النظام المصري؟" وتكمل آلاء معلقة :"وأنا لا أفهم نصف الكلام الذي يقال لي، والنصف الآخر لا علاقة لي به".
وفي النهاية قرر الجميع رسوب الطالبة في المادة وحرمانها من دخول امتحان الدور الثاني والعام القادم حسب كلام وكيل الوزارة لوالدها ..

بعض المدرسين قال أن السبب في تصعيد المدرس للمشكلة هو خلافات بينه وبين والدة الطالبة وكيلة المدرسة ...

السؤال الآن ...
إذا كانت السفاهة وصلت بمدرس أن ينتقم من زميلته الوكيلة في ابنتها ... فهل ارتكبت الطالبة فعلَا خطأً يستحق تلك العقوبة التي لا توقع إلا بمجلس تأديب أو جريمة مخلة ..

علام تريد وزارة التربية أن نربي أبنائنا ... على الذل والخنوع ... على السلبية والضعف ؟
أليس من حق الطالبة التي رأت ما تفعله أمريكا بالعالم الإسلامي أجمع أن تنتقد أمريكا ... كما يفعل الأمريكيون أنفسهم ؟
نقدها كان موضوعيًا ... لم تتعرض لأحد كان بسب أو قذف ... فعلام تعاقب ؟
يبدو أن دولتنا الحرة لا مكان فيها للأحرار ولو كانت طفلة تكتب ما يجيش بداخلها ...
هذه الطالبة الحرة تستحق منا كل تقدير ... وحكومتنا الغير حرة لا تستحق منا حتى الاحتقار ... (الضرب في الميت حرام)

حسبنا الله ونعم الوكيل

0 Comments:

Post a Comment

<< Home