Monday, June 19, 2006

عندما يتحول الشاطئ إلى مقبرة

بقلم : أسد الدين
عندما تتحول البسمة إلى دمعة وصراخ ... عندما يهرب المواطن من حر الشمس إلى البحر فيجد حر وألم الرصاص ... عندما يخرج الطفل للنزهة مع أسرته محاولين نسيان الألم والعذاب ليفقد هناك عائلته ... وكأنه كتب عليهم العيش في هذا العذاب ... عندما تذهب "هدى" للعب وتعود لتبحث عن أهلها فتجدهم جميعًا قتلى ...عندما يقف المواطن العربي والمسلم يتقطع قلبه ويذرف دمًا وحكوماته تمنع دعمه لإخوانه ... عندما يستمر مسلسل اغتيال الطفولة البريئة والإنسانية الغالية ( محمد الدرة .. إيمان حجو .. فارس عودة ......... هيثم .. هدى ... والبقية تأتي) ...
عندما تنظر للمستقبل فلاتجد إلا الظلام ... وتبلع ريقك فلا تحس إلا بمرارة الحلق ... عندما لا يجد الرجال إلا البكاء كالنساء العاجزات ... عندما يتحول شاطئ غزة إلى مقبرة !!
مجزرة الشاطئ في غزة ... جريمة صهيونية جديدة ضد الإنسانية ... جريمة ليست بجديدة على أحفاد القردة والخنازير ... ولكن ... للجريمة مغزى ؟؟
يشاء الله عز وجل أن تحدث تلك المذبحة في وقت يصر فيه البعض في فلسطين أن يمد يد المصالحة للعدو الصهيوني ... أو أن يقدم تنازلات يزعم أنها ستجلب عليه النفع ..
ماحدث في غزة كان رسالة للداعمين لوثيقة الأسرى والاستفتاء عليها ...
كان رسالة للواقفين بالمرصاد لصمود حماس وعدم تنازلها عن ثوابتها ...
"مهما قدمتم من تنازلات فلن نوقف الضرب والقتل حتى ترحلوا من فلسطين كلها"
رسالة بالدم والنار للعالم أجمع مغزاها " نحن بني صهيون لا نجيد إلا هذا"
ماذا أذنب الشعب الفلسطيني حتى يقوم الجيش الصهيوني كله برًا وبحرًا وجوًا على شاطئ للمصطافين بغزة .
حماس كانت ملتزمة بهدنة رغم الخروقات الصهيونية ... ورغم الضغط الدولي عليها ...
فصائل المقاومة لم تبدأ يومًا بالقصف أو القتل ... إنما كان ردًا وهكذا كان نص الهدنة " الاحتفاظ بحق الرد" .
أي مبرر للصهاينة ومن يظنون إمكانية السلام مع الصهاينة لتبرير الجريمة ...
ماذا ينتظر أبو مازن والإخوة في فتح ليقفوا خلف الحكومة التي اختارها الشعب ؟ ...
هل مازال لدى لواء المخابرات المصري عمر سليمان ما يمكن به تسكين الأوضاع ؟ ..
هل مازال لدى دحلان والرجوب من شئ يقولون لتبرير المفاوضات ؟ ...
هل مازال الرئيس الفلسطيني لديه مبررات لتقديم تنازلات ؟
هل ما زال الخائن ملك الأردن لديه مبررات لمنع المساعدات من الوصول لحماس ؟
هل مازال أشاوس العرب لديهم حجج للوقوف موقف المتفرجين مما يحدث للفلسطينيين في أرض الرباط ؟
هل مازال جيش مصر والجيوش العربية قصرًا على حماية قطع الأرض الممزقة فقط دون غيرها والتي يدعونها أوطان ؟؟
الآن لابد أن يعلن الجميع النفير ...
أبو مازن أوقف المفاوضات ولتضع يدك في يد هنية لتوحيد الصف ...
فتح وحماس وفصائل المقاومة .. دعونا من السلطة ولنفكر في مصلحة شعبنا لنقف يدًا واحدة ضد الصهاينة ... وفروا رصاصكم لعدوكم .
أشاوس العرب ... كفاكم خيبة ....
ملك الأردن كفاكم خيانة فسجلكم ملئ بها ... إفعل شيئًا لتحسين صورة عائلتكم .
إخواننا في الوطن العربي والإسلامي ... ادعموا إخوانكم بكل ما تستطيعون ولتجاهدوا معهم ولو بالكلمة ...

0 Comments:

Post a Comment

<< Home